السومرية نيوز/ الديوانية
أعلنت لجنة حقوق الإنسان في مجلس الديوانية، الأحد، عن إنقاذ ثلاثة أطفال احتجزهم والدهم داخل غرفة معزولة ومظلمة أربع سنوات بعد انفصال أمهم الإيرانية، وفي حين أشار مستشفى الديوانية التعليمي إلى تشكيل فريق طبي لمعالجة الأطفال، طالب مواطنون باتخاذ أقصى العقوبات بحق الأب.
وقالت رئيسة اللجنة وداد حاتم في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "معلومات وصلت إلى لجنة حقوق الإنسان تفيد بسماع أصوات من داخل دار تقع في حي الفرات وسط المدينة"، مبيناً أنه "تم تشكيل فريق عمل من قبل اللجنة ومديرية شرطة المحافظة وتمت مداهمة الدار".
وأضافت حاتم أنه "بعد إجراء بحث دقيق تبين وجود غرفة معزولة بواسطة جدران إضافية من الخشب والطين ولا يوجد فيها أي منفذ للإضاءة وفي داخلها ثلاثة أخوة صبي وبنتين وتم حجزهم من قبل والدهم نحو أربع سنوات"، مؤكدة أن "الأب كان قد عمل فتحات صغيرة داخل الجدار يرمي من خلالها فتات الخبز لأطفاله".
ولفتت حاتم إلى أن "والدة الأطفال إيرانية الجنسية وبعد انفصال والدهم عنها أتى بهم إلى العراق معه وتزوج بامرأة أخرى حيث يتذكر الأطفال بعض الكلمات الإيرانية ولا يعرفون اللغة العربية"، موضحة أنه "نقل الأطفال إلى مستشفى الديوانية التعليمي لتلقي العلاج فيما تم اعتقال الأب".
من جانبه قال مدير مستشفى الديوانية التعليمي احمد الخزاعي في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "المستشفى تسلمت ثلاثة أطفال تتراوح أعمارهم بين 9 إلى 14 عاماً وتبدو عليهم آثار الهزال الشديد وفقر الدم وانخفاض الوزن وشحوب الوجه".
وأضاف الخزاعي أن "أجسام الأطفال تبدو عليها آثار تعذيب وكدمات مختلفة فضلاً عن قيامهم بحركات لا إرادية نتيجة العزلة التي كانوا يعانون منها وعدم اندماجهم مع المجتمع والفزع الذي يسيطر عليهم"، مؤكداً أن "الأطفال كانوا لا يعرفون أنواع الطعام ويبدون استغرابهم منه".
وتابع الخزاعي أنه "بعد إخضاعهم للفحوصات الأولية تم تشكيل فريق من أطباء اختصاص باطنية ونفسية للأشراف المباشر على علاجهم وإعادة اندماجهم مع المجتمع".
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]من جانبها شددت مواطنة تدعى سناء ياسر وتعمل معلمة في حديث لـ"السومرية نيوز"، على "ضرورة اتخاذ أقصى العقوبات بحق الأب الذي تخلى عن أبوته وإنسانيته"، مشيرة إلى أنه "لو تركهم في الشارع لمصير مجهول أفضل فربما كان الحظ حالفهم بإيجاد عمل ومأوى".
فيما يرى مواطن آخر يدعى تحسين عبد الفتاح في حديث لـ"السومرية نيوز"، أنه "لابد من عرض الأب على أطباء نفسيين لأن تصرفه غير مبرر ولا يحمل أي إنسانية"، مضيفاً أن "الأم تتحمل جزءاً من المسؤولية لتركها أطفالها طوال هذه السنوات دون أن تطالب برؤيتهم أو الحديث معهم".
واعتبرت ياسر أن "عملية إعادة اندماجهم في المجتمع قد لا تكون سهلة بعد عزلتهم الطويلة ما يعني بقائهم مرضى وبحالات نفسية متقلبة".
يذكر أن لجنة حقوق الإنسان في مجلس الديوانية 180 كم جنوب بغداد، سبق أن اكتشفت منذ نحو عام وجود فتاة تم حبسها من قبل أهلها في غرفة طينية على سطح المنزل لأكثر من 12 عاماً في احد قرى المحافظة.